للبنات , نماذج , وسلم , الله , رحمته , عليه
نماذج من رحمته صلى الله عليه وسلم للبنات
أولاً: حثه على الإحسان إليهن
عن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ~ صلى الله عليه و سلم ~ قَالَتْ:
جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ، مَعَهَا ابْنَتَانِ تَسْأَلُنِي؛ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ ،فَدَخَلَ النَّبِيُّ ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ:" مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ" [1] ..
فرعاية البنات في الإسلام ليس له جزاء إلا الجنة، فهن حائط الصد والحماية من النار يوم القيامة لمن أحسن إليهن .
كما في حديث آخر قال فيه النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~:
" من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته ؛ كن له حجابًا من النار يوم القيامة " [2] ..
ثانيًا: عطفه على البنات
عن أبي قَتَادَةَ قَالَ:
خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ ~ صلى الله عليه و سلم ~ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَصَلَّى فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا [3] .
وتحكي أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عن ذكريات الطفولة، عندما زارت النبي برفقة أبيها- بعدما قدمت من الحبشة - .. قَالَتْ:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "سَنَهْ سَنَهْ " .. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ "حَسَنَةٌ" .. قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي [4] . فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "دَعْهَا " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ : " أَبْلِي وَأَخْلِقِي ، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي " [5] .
انظر كيف تركَ النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ هذه الصبية الصغيرة حتى تَلعبَ معه، وتعبث بثوبه وجسمه كما يحلو لها ، فلا ينهرها، بل تراه يمازِحُها، ويلاعبها، ويضحك إليها، ويخاطبها بلغتها لغة أهل الحبشة .. ويعلق على ثوبها، ويقول لها عِيشْي وَخَرِّقْي ثِيَابك وَارْقَعْيهَا.. كما يقول المسلم لأخيه عندما يلبس ثَوْبًا جَدِيدًا : تُبْلِي وَيُخْلِف اللَّه .. !
ثالثًا: إكرامه لعائل البنات
كان أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي، في أسرى معركة بدر (17 رمضان 2هـ/13مارس624م)، وكان محتاجًا ذا بنات، ولا يملك ثمن ما يفتدي به نفسه من الأسر .. فقال للنبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ : يا رسول الله، لقد عرفتَ ما لي من مال، وإني لذو حاجة، وذو بنات فامنن عليَّ، فمن عليه رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ وأخذ عليه ألا يظاهر عليه أحدًا . فقال أبو عزة يمدح رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ على هذا العفو والكرم ونبل الأخلاق:
مَنْ مبلغ عني الرسول محمدًا
بأنك حق والمليك حميد
وأنت امرؤ بُوِّئت فينا مباءة
لها درجات سهلة وصعودُ
فإنك من حاربته لمحاربٌ
شقيٌّ ومن سالمته لسعيدُ
ولكن إذا ذكرت بدرًا وأهله
تأوَّّبُ ما بي، حسرة وقعود
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] صحيح – رواه البخاري، باب رحمة الولد وتقبيله برقم 5536
[2] صحيح - السلسلة الصحيحة ، برقم 294
[3] صحيح – رواه البخاري، باب رحمة الولد وتقبيله برقم 5537
[4] يعني منعني من العبث بخاتم النبي
[5] صحيح- رواه البخاري باب رحمة الولد وتقبيله برقم 5534
الموضوع الأصلي: نماذج من رحمته صلى الله عليه وسلم للبنات