مازال نهر الحياة يفيض بكلماته العذبة وما زلت أبحث بين الفتيات عن تلك الحورية التي نزلت لترتوي من هذا الشهد المدسوس بين شاطئي الهوى . إن إيمان المرأة هو هذا الحب السائل بين ضافتى ، ها هنا السبيل الهين السهل ، الذي يوصل المرأة إلى ذروة إيمانها . هنا تجلس الفتيات تتأمل النيل يلمع في مجراه الأخضر . وإنها الساعة التي تستنشق فيها الفتاة بملء رئتيها وتعرض شعرها المرسل وذراعيها العاريتين للشمس لتلتمس الوسيلة بحثاً عن الشهد الذائب بين تلك المياه .
إن المرأة ، هذه الزهرة السماوية في أن لتتفتح أكمامها مجرد تساقط لفظ " الحب " مهما يحمل هذا الثوب الذي يتخذه الحب ومهما تكن غايته ومراميه .
وفى سبيل البحث عن تلك المرأة التي لطال ما حلمنا بها تقابلنا المصاعب والطرق المسدودة ، فأحيانا نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد ما يحدث لنا وعلى وجوهنا كل علامات الحيرة والدهشة ؛ وأحياناً أخرى نصارع من أجل تحقيق هذا الحلم السامي ونتحدى الزمن والذات ونقف أمام الريح العاتية فمنا من يتخبط به الزمن ومنا من يخرج سالماً فائزا ومنا من يخرج مخدوش ومنا من يخرج ولكن محمول على الأعناق .
فما أشقانا نحن بنو أدم لقد كتب علينا العمى ونحن نحسب بأن لنا عيوناً مبصرة فإننا لا نبصرحقيقة الأشياء إلا بعيوننا الداخلية ولا بدرك حقيقة الأمور إلا باتصالها ،واصطدامها بجوهر مشاعرنا. فعندما لا نبكى على أحزاننا فهذا لا يعني أننا فقدنا الإحساس, بل أحزاننا كثرت علينا فلم نجد دموعاً تعادلها فإكتفينا بالصمت .